نحن المشاركين في المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي، الذي عقدته المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصريَّين واتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، في اسطنبول، تركيا، يومي 29 و30 تشرين الثاني 2019، باحثين وأكاديميين وحقوقيين وخبراء وناشطين وممثلين عن المجتمع المدني، المجتمعين من كل أنحاء العالم للتعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه غير القابلة للتصرف في الحرية والمساواة والعدالة:
ندين السياسات الإسرائيلية التي تميز ضد الفلسطينيين على أساس العرق والدين والأصول الإثنية، بما في ذلك السياسات التي تمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم والسياسات التي تعرّض الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية للتمييز المؤسسي والممنهج.
وندين الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك الحصار الخانق وغير الشرعي على غزة، والإغتيالات والإستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة، والإعدامات الميدانية والطرد والتهجير وسلب الممتلكات وجدران الفصل وهدم المنازل والإعتقال الإداري والقيود على حرية الفلسطينيين في اختيار مكان سكنهم وحرية تنقلهم داخل أرضهم والخروج منها والعودة إليها. كما ندين حرمان إسرائيل للفلسطينيين من الإستفادة من مواردهم الطبيعية بل واستغلال هذه الموارد لمصلحة الإسرائيليين،ومنهم المستوطنون المقيمون في الأرض المحتلة بما يشكل خرقاً للقانون الدولي.
وبعد التمعن في دراسة نظام القمع الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني ككل، ندين هذا النظام كونه محاولةً للإبقاء على هيمنة مجموعة عرقية، الإسرائيليين اليهود، على أخرى، الفلسطينيين من غير اليهود.
ونشدد على أن نظاماً كهذا والممارسات المرتبطة به يصل إلى مستوى جريمة الفصل العنصري (الأبارتايد) حسب المعايير التي يحددها نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والإتفاقية الدولية بشأن قمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها، كما خلص التقرير الذي أصدرته الإسكوا تحت عنوان "الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد)"، وأكد عليه التقرير المحدّث الذي أعده البروفيسوران ريتشارد فالك وفيرجينيا تيلي.
وبالتالي، وبناءً على الدراسات العلمية والأدلة الدامغة التي تم عرضها خلال المؤتمر، تأكد لدينا ضلوع إسرائيل في ارتكاب جريمة الأبارتايد كونها تعمدت إنشاء نظام مؤسسي للقمع والهيمنة المنهجيين يستهدف الفلسطينيين على المستوى الجماعي كشعب أو كأفراد، أينما وجدوا.
وعلى هذا الأساس، نعيد تأكيد إلتزامنا بتحقيق العدالة والسلام للجميع، مشددين على رفضنا القاطع لأي عقيدة أو نظام أو ممارسة، في أي مكان في العالم، تقوم على أي شكل من أشكال التمييز أو الظلم أو عدم المساواة.
ونعبر عن غضبنا أمام تزايد العنف العرقي والممارسات التمييزية والإستغلال والخطاب العنصريين، ومنهم تلك المصنفة معادية للسامية أو معادية للإسلام، ونرفض بشدة أي محاولات لتبرير ذلك.
ونشدد على أن القانون الدولي يصنف جريمة الأبارتايد جريمةً ضد الإنسانية ويفرض على الدول والهيئات والأفراد العمل بشكل منفرد أو بشكل جماعي لمنعها ووضع حد لها ومعاقبة مرتكبيها.
ونخلص إلى أن تفكيك نظام الأبارتايد الإسرائيلي، والقضاء على جميع أشكال التمييز والفصل والاستغلال العنصري، يشكلان شرطاً لازماً لتحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم.
ونشدد أيضاً على أن التركيز على نظام الأبارتايد الإسرائيلي لا يقلل من جسامة الجرائم الأخرى التي ترتكبها إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي، ومنها انتهاكاتها لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وبناءاً على كل ما تقدّم،
نحن المشاركين في المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي: الأبعاد والتداعيات وسبل المواجهة،
إذ نقرّ بأن الشعب الفلسطيني يتحمل وزر ظلم فادح ويقاومه منذ عقود،
وإذ نقرّ أيضاً بالجهود السابقة والحالية لهيئات وأفراد حول العالم في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته،
وإذ نقر كذلك أن وجود نظام أبارتايد في أي مكان ليس مقيتاً أخلاقياً ويشكل تعدّياً صارخاً على قيم العدالة والمساواة فحسب، بل يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والعالميين،
وإذ نعي واجبنا الجماعي وقدرتنا على مكافحة كل أنظمة الأبارتايد والمساهمة في تفكيكها، وضرورة عمل كل فرد وهيئة ودولة لتحقيق هذا الهدف،
وإذ نلتزم بمتابعة العمل سوياً ومع كل الأفراد والهيئات المؤمنة بالعدالة وحقوق الإنسان والمساواة إلى حين تحقيق العدالة وتفكيك نظام الأبارتايد الإسرائيلي بشكل كامل، كشرط مسبق لتحقيق سلام حقيقي ومستدام،
نقرر تشكيل التحالف العالمي لمناهضة الأبارتايد الإسرائيلي، المبني على الأسس التالية:
١. ينضم إلى التحالف أشخاص وهيئات ملتزمة بمبادئ العدالة والمساواة والكرامة للجميع.
٢. يهدف التحالف إلى المساهمة، والتعجيل، في تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني، ضمن إطار تحقيق المساواة والكرامة والعدالة للجميع.
٣. سوف يستخدم التحالف جميع الوسائل القانونية الممكنة لتحقيق هذه الغاية.
٤. سوف يعمل التحالف بوصفه منبرًا وشبكة دعمٍ تتيح لأعضائها تعظيم تأثيرهم في شتى المجالات، بما في ذلك البحوث، وإذكاء الوعي، والإجراءات القانونية، وأنشطة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، من منظور مكافحة الفصل العنصري الإسرائيلي.
٥. يلتزم التحالف، في جميع مبادراته وأنشطته، بالمبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي، وعلى وجه الخصوص:
١. ميثاق هيئة الأمم المتحدة؛
٢. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛
٣. القانون الإنساني الدولي؛
٤. الإتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛
٥. الإتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها؛
٦. مبادئ نورمبرغ للقانون الجنائي الدولي.
إسطنبول، تركيا، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2019