عُقد "المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي: الأبعاد والتداعيات وسبل المواجهة" في إسطنبول، تركيا، يومي 29 و 30 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019. وقد نظمت المؤتمر المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصريين، بالشراكة مع اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي (iDSB). حضر المؤتمر أكثر من 250 باحثًا وخبيرًا وفقيهًا قانونيًا وناشطًا وممثلا عن منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم.
في جلسات المؤتمر العامّة الأربع، عرض عشرون باحثًا وناشطًا وجهات نظرهم، وناقشوا مع المشاركين أبعادًا وتبعات محددة للفصل العنصري (الأبارتايد) الإسرائيلي، بما في ذلك تأثيره على فهمنا للصراع ومسارات حَلّه، والأدوات التي يستخدمها هذا النظام ضد شرائح مختلفة من الشعب الفلسطيني، ومضامينه وتبعاته على المنطقة والعالم، واستراتيجيات مكافحته المثلى. يمكنك العثور على جدول الأعمال الكامل للمؤتمر هنا.
في الجلسة العامة الأولى، قدم الأستاذان ريتشارد فولك وفيرجينيا تيلي تحديثًا لتقرير الإسكوا المنشور في آذار/ مارس 2017. وكان الأستاذان فولك وتيلي قد خلصا في تقرير الإسكوا ذاك إلى أن إسرائيل مذنبة بارتكاب الجريمة الدولية المتمثلة في الفصل العنصري (الأبارتايد)، ليس تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال فحسب بل تجاه الفلسطينيين جميعهم، بمن فيهم أولئك الموجودون في مخيمات اللاجئين وأولئك الذين يعيشون كأقلية في إسرائيل.
تضمن تحديث تقرير الإسكوا المقدم في المؤتمر مقالتين: الأولى بعنوان "التحول الضروري: من إنهاء الاحتلال إلى إنهاء الفصل العنصري (الأبارتايد)" بقلم ريتشارد فولك، والثانية بعنوان "إعادة تخيُّل فلسطين: آثار تقرير الإسكوا المترتبة على تحول البارادايم" بقلم فرجينيا تيلي. يخلص تحديث تقرير الإسكوا إلى أنه لا يمكن تحقيق تسوية سياسية في هذه المرحلة إلا بفلسطين واحدة موحدة ذات حقوق متساوية للجميع. إذ "تشرح مقالة فولك إخفاقات مقاربة الدولتين والتقسيم في ضوء التطلعات الصهيونية والعقبات التي تفرضها هياكل الفصل العنصري، وتمتنع المقالة عن استخلاص نتائج حول الطريقة الصائبة للمضي قدمًا، عدا رفضها مقاربة الدولتين الذي قوّضته الحقائق على الأرض، مع أنها تدعو إلى تحوّل التركيز من الدبلوماسية الحكومية الدولية إلى عمل المجتمع المدني الناشط في مناهضة الفصل العنصري. أما مقالة تيلي، فتخلص إلى استنتاجات مماثلة، حيث نظرت في كيف أن أيديولوجيا الهيمنة العنصرية - التي تحفز إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية - كان من شأنها أن تحبط عملية أوسلو، ومعها هدفها الضمني المتمثّل في حلّ الدولتين، إلّا أن دبلوماسية أوسلو مع ذلك لم تواجه مطلقًا هذه الأيديولوجيا كما يجب. وتُحاجّ ورقتُها البحثية لتثبت أن الدولة العلمانية الموحدة التي لا تمنح امتيازًا لأي فئة عرقية على غيرها هي وحدها القادرة على تحقيق سلام دائم، ولتثبت أن تبنّي مقاربة كهذه هو وحده القادر على كسر الجمود الدبلوماسي".
افتُتح المؤتمر بجلسة عامة تضمَّنت كلمات الدكتورة ريما خلف رئيسة المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصريين والأمينة التنفيذية السابقة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، والمحامي علي كورت، أمين عام اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي(iDSB) ، وعدنان تانريفيردي كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعطا الله حنا مطران سبسطية من بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس.
أصدر المشاركون في المؤتمر بيانًا ختاميًا بعد يومين من المداولات أعربوا فيه عن استنتاجهم بأن "تفكيك نظام الأبارتايد الإسرائيلي، والقضاء على جميع أشكال التمييز والفصل والاستغلال العنصري، يشكلان شرطًا لازمًا لتحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم"، كما أعربوا فيه عن التزامهم بـ"بمتابعة العمل سويًا ومع كل الأفراد والهيئات المؤمنة بالعدالة وحقوق الإنسان والمساواة إلى حين تحقيق العدالة وتفكيك نظام الأبارتايد الإسرائيلي بشكل كامل، كشرط مسبق لتحقيق سلام حقيقي ومستدام".