على الرغم من أن القدس الشرقية أرضٌ محتلة، كالضفة الغربية وقطاع غزة، وفقًا للقانون الدولي، إلا أن الفلسطينيين الذين يعيشون هناك يواجهون مجموعة مختلفة قليلًا من الإجراءات التمييزية مقارنة بأولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية. عندما غزت إسرائيلُ القدسَ الشرقية واحتلتها ثم ضُمَّتها بشكل غير قانوني، مُنح الفلسطينيون المقيمون هناك وضعَ "مقيم دائم"، وهو وضع قابل للإلغاء، مما جعلهم عديمي الجنسية. وبصفتهم مقيمين، يجري التعامل معهم "كأجانب"، إذ تُعتبر إقامتهم في أرض ولادتهم تفضلًا عليهم (مِنّة)، خاضعًا للإلغاء، وليس حقًا لهم. ويواجه الفلسطينيون المقيمون في القدس متطلبات مرهقة، فعليهم أن يثبتوا على الدوام أن ما يسمى "مركز حياتهم" يقع في القدس، كي يتسنى لهم البقاء هناك. وقد اقترنت هذه الإقامة المشروطة بتهديدات مستمرة بالإخلاء القسري وهدم المنازل وسياسات ومُمارسات أخرى من قبيل إلغاء الإقامة والتي تهدف إلى ضمان أغلبية ديموغرافية يهودية إسرائيلية في القدس والحفاظ عليها في هذه المدينة على حساب حقوق سكان فلسطين الأصليين. هذا الدافع الديموغرافي مُبيَّن بوضوح في الأسس العنصرية للمخطط الهيكلي العام لبلدية القدس.
يجري التمييز ضد الفلسطينيين، مقارنة مع السكان اليهود في المدينة، في قطاعات التعليم والرعاية الصحية وتصاريح البناء والخدمات العامة الأخرى. ويتجلى تدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للفلسطينيين المقدسيين بشكل واضح في مؤشراتهم الصحية والتعليمية مقارنة بالسكان اليهود في المدينة. "تشير التقديرات، اعتبارًا من عام 2019، إلى أن 72 في المائة من جميع العائلات الفلسطينية في القدس تعيش تحت خط الفقر، مقارنة بـ 26 في المائة من العائلات اليهودية الإسرائيلية. ويعيش، في الوقت نفسه، 81 في المائة من الأطفال الفلسطينيين في القدس تحت خط الفقر، مقارنة بـ 36 في المائة من الأطفال اليهود الإسرائيليين. علاوة على ذلك، فإن ما يقرب من ثلث الشباب الفلسطينيين في القدس لا يكملون 12 عامًا من التعليم. وفي المقابل، يُقدر معدل التسرب للطلاب اليهود الإسرائيليين في القدس بنسبة 1.5 في المائة. وأخيرًا، فإن أقل من نصف الفلسطينيين في القدس الشرقية موصولون رسميًا بشبكة المياه"[1].
________________________________________
[1] Al-Haq et al., Joint Parallel Report to CERD on Israel’s 17-19 Periodic Reports (UNOHCHR: November 2019), 74: page 25-26